عربية ودولية

كوريا الشمالية تصادق على خطة شن عمليات عسكرية ضد أمريكا تتضمن توجيه ضربات نووية

يمنات – 26 سبتمبر

انتقلت كوريا الشمالية الى مرحلة جديدة من الاستفزازات اذ اعلنت الخميس المصادقة على خطة لشن عمليات عسكرية ضد الولايات المتحدة تتضمن احتمال توجيه ضربات نووية.

واعلنت رئاسة اركان الجيش الكوري الشمالي في بيان نقلته وكالة الانباء الرسمية انها تبلغ رسميا واشنطن بان قواتها سوف "تسحق" الاميركيين بـ"وسائل ضاربة نووية".

واكد الجيش ان "العملية الكاسحة التي اعدتها قواتنا المسلحة الثورية تمت دراستها والمصادقة عليها" محذرا بان الحرب قد تندلع "اليوم او غدا".

وتابع البيان انه "يجدر بالولايات المتحدة ان تتأمل في الوضع الخطير الحالي" معتبرا ان تحليق قاذفات اميركية من طراز بي-52 وبي-2 فوق كوريا الشمالية هو الذي تسبب بالتصعيد الحالي في الازمة.

والرغم من اتمامها عملية اطلاق صاروخ ناجحة في كانون الاول (ديسمبر) الا ان كوريا الشمالية لا تعتبر في الوقت الحاضر قادرة على ضرب الاراضي الاميركية مباشرة. غير ان بيونغ يانغ هددت بضرب غوام وهاواي وهي قادرة على ضرب كوريا الجنوبية واليابان حيث ينشر الجيش الاميركي 28500 و50 الف عسكري على التوالي.

وذكرت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية وصحيفة "اساهي شيمبون" اليابانية ان الشمال نشر على ما يبدو على سواحله الشرقية بطارية صواريخ موسودان متوسطة المدى (ثلاثة الاف كلم).

ونقلت "يونهاب" عن مصادر في الاستخبارات العسكرية ان الشمال قد يطلق صاروخا في 15 نيسان (ابريل) ذكرى ولادة مؤسس النظام الشيوعي كيم ايل-سونغ الذي توفي في العام 1994.

وقالت كيتلين هايدن المتحدثة بلسان مجلس الامن القومي في البيت الابيض: "رأينا اليوم اعلانا جديدا لكوريا الشمالية، اعلانا ينطوي مرة اخرى على تهديد غير بناء".

واضافت: "انه اعلان استفزازي جديد يزيد من عزلة كوريا الشمالية عن بقية الاسرة الدولية". واكدت المتحدثة الاميركية ان "كوريا الشمالية عليها ان تكف عن تهديداتها الاستفزازية وان تسعى عوضا عن ذلك للوفاء بالتزاماتها الدولية".

وكان البنتاغون اعلن قبل اعلان بيونغ يانغ الذي صدر بعد ظهر الاربعاء بتوقيت الولايات المتحدة عن ارسال بطارية صواريخ "تي اتش ايه ايه دي" الى غوام من حيث تقلع طائرات "بي-52" الاميركية التي حلقت فوق كوريا الجنوبية.

وتضاف هذه الدفاعات الى مدمرتين اميركيتين مضادتين للصواريخ بنظام (ايجيس)، نشرتهما واشنطن في غرب المحيط الهادئ.

 

وفي مواكبة هذا التصعيد اكدت مجموعة ابحاث اميركية الاربعاء ان كوريا الشمالية استأنفت منذ اكثر من اسبوع العمل في محطة "يونغبيون" لاعادة تشغيل المفاعل النووي في هذه المحطة.

وقال المعهد الاميركي-الكوري في جامعة جون هوبكينز ان صورة التقطها قمر اصطناعي في 27 آذار (مارس) اظهرت اعمالا تجري قرب مفاعل محطة يونغبيون التي كانت كوريا الشمالية وافقت على اغلاقها في 2007 بموجب اتفاق دولي دعمته الولايات المتحدة. ولكن كوريا الشمالية لم تعلن الا الثلاثاء عن قرارها اعادة تشغيل المفاعل النووي، في تحد لقرارات الامم المتحدة التي تحظر عليها اي نشاط نووي.

وصرح وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل الذي تباحث مع نظيره الصيني تشانغ وانكان ان استفزازات بيونغ يانغ تطرح "خطرا كبيرا وفعليا" على اليابان وكوريا الجنوبية وكذلك للولايات المتحدة.

واعربت روسيا عن قلقها الشديد ازاء الوضع "القابل للانفجار بالقرب من حدودنا في اقصى الشرق"، بينما طلبت الصين من "جميع الاطراف المعنيين الحفاظ على الهدوء وضبط النفس".

كما صدرت دعوات الى بكين تحثها على ممارسة نفوذها لدى نظام كيم جونغ اون، حيث تمنت فرنسا على الصين التي "تستطيع التأثير على كوريا الشمالية"، التدخل في الازمة الكورية.

وفي برلين دعا الناطق باسم وزارة الخارجية الالمانية اندرياس بيشكي ايضا الصين الى حث بيونغ يانغ على "التهدئة" فيما ترسل واشنطن قبل نهاية الشهر رئيس هيئة اركان جيوشها الجنرال مارتن ديمبسي الى بكين.

 

من جهة اخرى منعت كوريا الشمالية الخميس لليوم الثاني على التوالي مئات الموظفين الكوريين الجنوبيين من التوجه الى مجمع كايسونغ الصناعي المشترك بين البلدين، على ما افاد صحافي في وكالة فرانس برس قرب الحدود بين البلدين.

وهددت بيونغ يانغ بسحب عمالها الـ53 الفا من الموقع "اذا ما استمرت دمى كوريا الجنوبية ووسائل الاعلام المحافظة في التهجم علينا".

واوضح متحدث باسم لجنة الشمال لإعادة التوحيد السلمي لكوريا، وهي وكالة حكومية مكلفة الدعاية، فهذا الاجراء جاء ردا على التحذير الذي اصدرته سيول بانها اعدت خطة طارئة تتضمن خيارا عسكريا من اجل حماية العمال الكوريين الجنوبيين في كايسونغ.

وابلغت بيونغ يانغ سيول الاربعاء بوقف الرحلات اليومية للكوريين الجنوبيين الى كايسونغ الذي يرمز الى محاولات التقرب بين البلدين والواقع على مسافة 10 كلم داخل اراضي كوريا الشمالية.

وافادت وكالة "يونهاب" الخميس ان الشمال وجه انذارا الى العمال واصحاب المصانع والشركات الكوريين الجنوبيين الذين ما زالوا موجودين في المجمع يأمرهم بالمغادرة بحلول 10 نيسان (ابريل)، غير ان الحكومة نفت الخبر.

وبلغ عدد هؤلاء العمال والاداريين 812 جنوبيا ظهر الخميس بحسب وزارة اعادة التوحيد الكورية الجنوبية.

 

وقالت الوزارة ان "السلطات الشمالية طلبت فقط من عدد من الشركات في كايسونغ تسليمها لائحة بالموظفين المقرر ان يعودوا الى سيول بحلول العاشر من نيسان (ابريل)".

والمجمع مصدر ثمين للعملات الاجنبية التي تفتقر اليها كوريا الشمالية ولم يتوقف العمل فيه منذ انشائه عام 2004 سوى ليوم واحد في 2009، حين منعت بيونغ يانغ الدخول اليه احتجاجا على مناورات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

زر الذهاب إلى الأعلى